قصة قصيرة بعنوان ( بشر لا يعرف طريق الجنة ) كاملة
تبدأ القصة من الاسماعلية فى الفجر حيث استيقظ المهندس احمد الذى يعمل فى شركة بترول وكان لديه مأمورية فى القاهرة فصلى الفجر ونزل مسرعا وركب سيارته وتوكل على الله وأخذ طريق الاسماعلية القاهرة
كان يفكر فى عمله ويسبح فى لسانه طيلة الوقت وعندما رأى استراحة توقف قليلا لشرب الشاى وتستريح سيارته قليلا
توجه الى داخل الاستراحة وقبل ان يدخل رأى مشهد غريب
لفت انتباهه منظر سيدة عجوز تجلس على كرسى بجانب طريق السيارات تنظر الى الطريق دون ملل
انتهى المهندس احمد من احتساء الشاى وركب سيارته ونظر نظرة اخيرة الى السيدة العجوز ثم توجه الى القاهرة وبعد حولى ساعة وصل الى الشركة ونسى امر السيدة العجوز
كان اليوم مكدس بالعمل حضر اجتماعات ومناقشات وأطلع على الكثير من الاوراق فنظر الى الساعة فوجدها 8 مساء
لم يصدق كيف مر كل هذا الوقت لابد ان يعود مسرعا الى منزله ترك الشركة وركب سيارته واتجه الى الاسماعلية
شعر بالإرهاق الشديد فوجد الاستراحة قريبة منه فقال لنفسه لأستريح قليلا
نزل من السيارة وتوجه الى داخل الاستراحة وشعر ببرودة جو الصحراء الشديد ثم توقف فجأة ولم يصدق ما رأت عينيه
السيدة العجوز ما زلت جالسة على نفس الكرسى تنظر الى الطريق
دخل الى الاستراحة مسرعا وطلب كوب من الشاى وعندما تقدم الجرسون بالشاي سأله ما هى قصة هذه السيدة
العجوز قال له انها تجلس من قبل فجر اليوم وطلبنا منها ان تجلس بداخل الاستراحة الكثير من المرات ولكنها رفضت وقالت انها تنتظر ابنها وانه فى الطريق اليها ونحن لا نعرف عنها شيء واستأذن ومشى
انتهى المهندس احمد من الشاى ونظر الى الساعة ووجدها 10 مساء فخرج ليكمل طريق العودة وعندما وصل الى سيارته لم يستطيع ان يركب دار واتجه نحو السيدة العجوز وقال لها
السلام عليكم هل استطيع ان اقدم لك اى خدمة
فقالت له لا يا ابنى الحمد لله على سلامتك انا شفتك الصبح وتمنيت ان تعود سالما ربنا يسترها معاك وترجع بيتك بألف سلامه
فقال لها لماذا لا تنتظرى بداخل الاستراحة الجو صعب للغاية
فقالت له خايفه ابنى ما لا يرانى وهو سائق
فقال لها هو ابنك اسمه ايه
قالت له انا اسمى ام عاطف
فقال لها لا يوجد معه تلفون لاتصل به
فقالت له نعم بس انا مش عارفه نمرته انا عندى ضعف فى الذاكرة شديد لدرجة لا اتذكر ارقام او حتى عناوين
فقال لها طيب هو لم يترك معك اية اوراق
فقالت له افتكرت ترك معى ورقة صغيرة وقال لى احتفظى بهاو انا فتحتها ولكن لم استطيع ان اقرا ما بها لان نظرى ضعيف جدا
فتح الورقة وقرا ما بداخلها ولم يتمالك نفسه عندما قرا محتواها فجلس على الارض ووضع يديه على فمه
ولم يصدق فكان مكتوب باخل الورقة
هذه السيدة مصابة بمرض الزهيمر من يجدها يسلمها الى اقرب دار مسنين
انتهى الجزء الاول
الجزء الثانى من قصة ( بشر لا يعرف طريق الجنة )
مدينة السويس الفجر دخل عاطف بيته خائفا متوترا يلتقط انفاسه بصعوبة كان يشعر انه يحلم واستيقظ فجأة
دخل غرفة نومه وكانت زوجته نائمة دخل بجوارها وجسمه مرتعش فاستيقظت الزوجه من صوت انفاسه العالى
وقالت له هل تم الامر
قال نعم
...
قالت له تمام لقد فعلت الصواب كان هذا افضل حل لها ولنا
فقال : انا لا اريد الكلام الان احتاج الى النوم
لم يعجبها رده ولكنها سكتت بغير العادة اما عاطف فقد ادار ظهره و لم يستطيع النوم
اخذ يكلم نفسه ماذا كنت افعل تزوجت فى نفس البيت مع امى من خمس سنوات ومن اول يوم زواج لم ارتاح مشاكل بين زوجتى وامى بشكل مستمر على كل الاشياء صغير ام كبيرة اما اخواتى البنات الثلاثة لم يقفوا بجانبى وكلما ارسل امى اليهم لتجلس مع اى واحدة منهم تعود بها باسباب مختلفة مرة بسبب ضيق المعيشة وعدم قدرتهم على الانفاق على الام ومرة بسبب عدم المقدرة على تحمل المسئولية ويقولون نفس الكلمة ( بيتها اولا بيها ) وزوجتى لا تريد ان تخدمها وتقول لى ( بنتها اولا بيها ) حياتى اتقلبت مشاكل عراك متواصل تعبت وعندما قررت ان اواجه تحدثت مع اخوتى البنات وفكرنا فى ذهاب امى الى دار مسنين وافقوا جميعا خوفا من ان اقوم بارغامهم على تحمل مسئولية الام حل يريح جميع الاطراف فعرضت الفكرة على امى رفضت بشدة وبكت ثم انفعلت وقالت انه بيتى اصلا اذهب انت وزجتك الى دار المسنين انا لن اذهب وسوف اقوم بطردك من بيتى وعندما سمعت الزوجة هذا الكلام تعصبت وكالعادة قامت مشده انتهت بالتهديد بترك البيت كان لابد من حل فاقترحت على زوجتى ان اقوم باخذ امى الى مكان بعيد حتى لا تستطيع العوده الى البيت وهكذا تنتهى كل مشاكلنا واولاد الحلال كتير وسيذهبون بها الى دار المسنين
وافقت واخذت امى قبل الفجر بحجت اننا سوف نذهب الى اختى الكبيرة فى القاهرة لاصابتها بتعب شديد وكتبت الورقه وقلت لها احتفظى بها وفعلت وتركتها فى استراحة على الطريق وقلت لها انتظرينى هنا سوف اذهب واعود مسرعا لاضع بنزين للسيارة
وقالت له بصوت ام حنون اوعى تتاخر على يا عاطف
وذهبت ولم اعد رجعت البيت الان نائم فى سريرى بجانب زوجتى التى وعدتى بسعادة لم اراها منها فى حالت ان افعل ما فعلت
انا الان مرهق و سوف استسلم الى النوم
ونام عاطف واذا به يحلم بامه وهى تنتظره فى الاستراحة وتقول له اوعى تتأخر اوعى تتاخر اوعى تتاخر
انتهى الجزء الثانى
الجزء الثالث من قصة (بشر لا يعرفون طريق الجنة )
الاسماعليه الساعة 9 صباحا منزل المهندس احمد
تدخل زوجة احمد الغرفة وتنادى زوجها استيقظ يا احمد الساعة 9 انا حضرت الفطار
فقال لها صباح الخير اشعر بالإرهاق اريد ان اكمل النوم
فقالت له لااستيقط انا حنتظرك بره مع ام عاطف لنفطر سويا
...
فقال لها حسنا خمسة دقائق وأكون معكم
خرجت زوجته واتجهت للشرفة وجلست بجوار ام عاطف ثم جاء احمد وفطروا سويا وبعد الإفطار قال المهندس احمد لام عاطف
انا سعيد بوجودك معنا يا ام عاطف وانا حزين انى قرأت لك الورقه التى كانت معك ولكن انا لم يكن لى اى اختيار بسبب عدم استجابتك لى عندما طلبت منك ان تعودى معى الى الاسماعلية وتقبلى استضافتى
فقالت له انا بشكرك من كل قلبى مش عارفه من غيرك كان ممكن يحصلى ايه
لن اكذب عليك تمنيت الموت بعد ان تحجر قلب عاطف وتركنى فى الصحراء ليرضى زوجته
فقال لها ربنا يهديه يا ام عاطف وانا سوف احاول الوصول اليه ليعود الى رشده
فقالت له ارجوك لا تفعل انا من الممكن ان افعل اى شيء الا ان اعود اليهم حتى لو ذهبت الى دار المسنين
فقالت زوجت احمد انا عندى فكرة يا ام عاطف تحبى ان تديرى حضانة للاطفال
فقالت لها نعم احب جدا جدا
فقالت صديقتى تبحث عن مديرة لحضانة اطفال تمتلكها وسوف تامن لها سكن ومرتب وان وافقتى سوف اقوم بالاتصال بها فورا
فقالت لها كيف لا اوافق على اخر سبب يعيد لى الحياة مرة اخرى
فرح المهندس احمد بفكرة زوجته وبالفعل استلمت ام عاطف العمل فى الحضانه واصبح لديها الكثير من الاطفال تعلمهم الحب هو سلاح النفس لقسوة القلوب فالقلوب التى لا تعرف الرحمة لا تعرف الرحمن ولا يطرق على ابوابها الايمان
وكانت ارادة الله عز وجل فى ان يرزق ام عاطف باولاد يحبونها وتحبهم
انتهى الجزء الثالث
االجزء الرابع والأخير من قصة ( بشر لا يعرفون طريق الجنة )
السويس الساعة 3 مساء سجن السويس
زنزانة رقم 90 جميع المسجونين نائمون ماعدا المسجون رقم 45 عاطف ينظر الى سقف السجن يتذكر الأحداث التي مر بها بعد ان ترك امه وتحولت زوجته بعد ذلك إلى مسخ غريب يريد المال فقط ليعيش معه وظن ان القمار سوف يؤمن له مكاسب طائلة كما نصحه أصحاب السؤء وخسر كل شيء حتى انه زور اوراق لنقل ملكية بيت امه له لبيع البيت وعندما علمت زوجته انه باع البيت بمبلغ كبير انتهزت الفرصة وهو نائم وسرقت الأموال وهربت ولم تكتفي بذلك بل واتصلت بالشرطة وأبلغت عنى وانا ألان ادفع الثمن
وفى الساعة 8 صباحا دخل السجان وقال
مسجون رقم 45
...
قال عاطف نعم
فقال له لسجان جناب المأمور يريدك على مكتبه الان
فذهب عاطف مع السجان ودخل الى مكتب المأمور وقال له
اجلس يا عاطف
فجلس عاطف وقال له خير يا جناب المأمور
خير او ليس خيرا انه امر يرجع لك فقد رفعت زوجتك عليك قضية تطلب الطلاق وبالفعل أصبحت الان طالق منك
لا تحزن
نظر اليه عاطف وقال له لم يعد لدى ما احزن عليه فى الدنيا غير شىء واحد
ثم قدم اليه المأمور الاوراق ووقع عليها عاطف ورجع تانى الى الزنزانه وفى نيته ان ينتحر لينتهي عذابه
دخل الزنزانة وانتظر حتى نام الجميع ثم تسلل الى احتياجات احد السجناء وقام بسرقة سكين كان بحوزته
ورجع الى سريره وقال لنفسه
الان فقط ينتهي عذابي وتذكر كلام امه عندما قالت له عندما تنتهي الحياة يحاسب الله الناس على أعمالهم
فتوقف لحظة ونظر الى السماء كيف أواجه الله ألان
كيف اواجه الله بما فعلت قد يغفر الله كل اعمالى ماعدا ما فعلت مع امى
امى انا اقذر إنسان على هذه الأرض أرجوك اغفري لى
لا لن انتحر قبل ان تغفر لى امى
واخذ يصرخ اريد الخروج أريد ان اذهب الى امى فى الاستراحة هى تنتظرني ألان
اريد الخروج
استيقظ جميع السجناء حتى دخل السجان وجن جنون عاطف وضرب السجان وحاول الخروج من باب الزنزانة
فضربه السجان حتى اغشي عليه ودخل فى ثبات عميق واخذ يحلم بأمه وهى جالسة فى الاستراحة تقول له
لا تتأخر ياعاطف لا تتأخر لا تتأخر