الكرْمِ والماء
تتوالى الأقدامُ لتنبري في الظلمةِ،
كخيولٍ زجَّ بها في المناجم.
أيّها الوعل المرصّعُ بضوء الزنابق
انتزعْ قناعك لئلاّ ((تدركه المراصد))،
لأقصَّ عليك الأخبارَ
عن عوسجةٍ طواها الصَلصال،
عن غزلان طعنَّ في البكارة،
وربما عن ديكٍ
ذبُلَ بفظاعةٍ عندما وضع بيضةً في حديقتنا.
الحيّة تأكل قلب القمر
تبّاً ستخرج النمورُ من ثُكَنِها،
والحيّةُ تأكل قلبَ القمر
لذا
لا تشحنْ رأسكَ بالأوهام، لا لا
ففي الشوارعِ دُقّتْ أعناق العصافير،
وألقي بها إلى حفرةِ الدم.
لم تعد تتقاطر الأقمارُ الطريّةُ كما يجب...
الطواويس تفسّختْ كليّاً في الماء!
والغزلانُ تلعثمت بمجرّد رؤيةِ الدم.
رويداً رويداً يتسرّبُ السمُّ إلى الترس
فتنهار الصحة.
أيّها البطل/ أيّها الكارثة
فإن لم تفطُن
فلا تشهرْ سيفكَ بعظمةٍ بين الأقزام.
أرْطُماسيا
يا لهذا الأُرْغُل الذي لم يبرح ملامحه..
حدّقْ
كم من الأصابعِ انهمرت على أوتارهِ،
لعلَّ الأسلحةَ دُمرت بموسيقاه،
(وحدث يوماً) إن غاصت زوارقُنا
في شواطئه الحزينة.
الوشَق
حين يخرُّ الثلجُ منتحلاً ملامحَ الوردة،
يخطف الوشَقُ المنعقدُ ـ المتجمّد ـ
ها هنا
أمامك.
حين تتناسقُ الأعاصيرُ كممرّاتِ الماء،
يكتمل الطوقُ
متوسّداً الساحلَ الأقصى،
الذي نوارسهُ غربان.
نحو الوهاد
إلى هناك
فلْترحلِ الهوامُ عن أعنابِ الدم والبحيرات.
هذا القنديلُ أوشك أن ينطفئ،
بينما لا أعرفُ متى ستنطُّ الغيومُ
بدمعها المراوغ.
الهبوط
بهذا يتكرّرُ الماء الذي أنجزتهُ البحيرة
القناعُ المبتدئُ من صقيع فنائهِ.
بهذا الهبوط الغريزيّ
يتكشّفُ المشهد
ذلك الكون المتخبّط أسفل الصاعقة.
دبق العنب
شممتُ من دمكَ رائحةَ تكسّر زجاج
النوافذ،
والشمس تخرُّ من أعلى المنارة.
شممتُ هياجَ الروثِ تحت طقسِ العريشة.
كتاب المصادفات
كما السفينة
ستغفو الروحُ فوق بحيرةٍ مضروبةٍ بالإعصار
((وثمار الثلوج والأسلحة))
سيحدثُ ذلك وأنا أتصفّحُ كتاب المصادفات.
آه آه
القمرُ يشبه قرطاً؛
والحوتُ مثل مجنونٍ
يفترشُ المخيّلة بمراوحهِ السماوية.
خلف التل
ذي المُلاءة، إنها تتدلّى منذ قرنٍ بعيد
ألم ترَ سُرفتها كيف ترقّع قميصَ
الذاكرة المشقوق.
ألم تلمس يداكَ سَقاطةَ الباب؟
إلى النهرِ يهبط الحلمُ،
وخلف التلِّ تئنُّ الظبية.
آه
مَن سيعتقُ الزورقَ المجندلَ على الحائط؟
برق الأيام
فكما تسترجعُ الذاكرةُ غياهب ماضينا،
النسيانَ المكلّلَ بالصقيع،
الطفولة المبتهجةَ، الضالّةَ دوماً،
فكما تسترجعُ الحناجر مزاميرَ صَبَواتنا،
أبتدئُ من جوفِ المياه المنسكبةِ
من آبارٍ هبطت بسلالم يملأُ غبطتها برقُ الأيام.
عن الملاك المكتنز بالضوء
أيّتها المدينةُ المغرورة
الملاكُ الذي يتسلّلُ مليّاً من الكوّةِ
سيختلطُ بضوء النوافذ،
ويهبط كنيزكةٍ
كما لو أنها ترشقُ المبغى بالحجارة.
المحارة
كفى عتاباً أيّها الرملُ...
ها أنا لا أسفـكُ دماً لأحدٍ، ألا تصدّقني!؟
كلّما نظرتُ إلى المحارةِ،
أجدني
محلّقاً كطائرٍ يستدقُّ المجازات.
هي ذي الحقيقةُ
أيّها الرملُ الذي لا ينهمرُ إلاّ من أجلي.
طائرة الحرب الورقية
النبعُ: شريانُ المسافاتِ المقطوع...
والمصبُّ في الواحةِ
يطوي أفعاهُ
صارخاً بديدانهِ اقتلوها،
كما لو كان يرشقُ بكلاليبه عظامَ البيادق.
أيّها البارع
ربما لم تندم على شيءٍ من هذا القبيل،
حتى لو تخلع وشمَ البطل
حدّقْ
الطائرةُ المختبئةُ تحت سفحِ الجبل،
تتسلّقُ عمداً هِسترْيا المنحدرات.
الريح قبل الأوان
حينما أتذكّرُ عظامَ الطائرات المنحوتةَ كالسلالم،
فيتهدّمُ سقفُ الدماغ.
وكالباحثِ عن أصابعهِ المشقوقة
أستنطقُ المرآةَ التي على الجدار
لأقنصَ النمر.
القواربُ تجنحُ للغرق
والقواقع أُفرغَ دماؤُها،
ويمكن أن يجفَّ العمر كما لو انه تلقّى
صفعةَ الريحِ قبل الأوان.
الصفصافةُ تشطرُ المرقاةَ،
لِمَ تتقاطر الأوهامُ