[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ناديت ..
بصوت اخذ بالخفوت ..
عودي ..
يوم سخرت منك آمالك التي امتلكت كل العربات المتهرئة في وديان البرد القارص
حتى المحطات التي مررتي بها بدت خاوية مكتسية بلباس حزين قد هجرته الطيور ..
كانت انفاسك هي صرخاتك الأخيرة التي اطلقتيها مع لوحاتك المغطاة بنزيف احلامك
يوم سلبتي حلمك من عيني وهرولتي به نحو انظار الزمن ..
لم أشأ قرع باب هاوية اليأس عندها .. لكن اتعلمين ان صبري فعل ذلك؟
كنت قد لوحت بالتوديع لسماء الأمل بعربات يجرها المطر وبقيت اعزف الحان الوداع بقيثارة الصمت المريح..
ورمت بي حروف التأريخ على ارصفة النهاية حتى غدت رياح البؤس تنهش نسماتنا الربيعية حين كنا نرسم خارطة الحب في مجهول الأرض علّنا نحضى بنظرات الحنان
اقف اليوم محنيا عند باب الوداع وأرمق النهاية بنظرة دموع وما انفكّ قطاري يمر على لياليك ويسترسل ذكرياتي من غياهب الماضي العفن .. ذلك الذي اضعت فيه طفولتي بين ازقة شارعك المظلم .. كلؤلؤة ضاعت في جفون البحر الواسعة
مازالت انغام الرحيل تمرح في بوادينا .. تقتنص البعض من احلامنا .. والبعض الأخر هاجر كطيور خاوية متلحفة بجلباب الحزن على ارصفة المحطات الغربية الباردة ..
كانت تلك الأحلام تحتضن لوحات قد حوت كل الألوان بلا تنافر بل امتزجت جميعا لترسم صرخات حلمنا العتيق.. ولتحكي قصة الزمن الذي لم يرع للحلم حرمة وهو يدوس بحذائه الشتوي الثقيل على تأوهاتنا
يوم كنتي تذكريني دائما بموت الحلم وانت تصرخين
لن يأتي الربيع يا احبتي .. ولن تغادر الصحاري تلكم الذئاب
حين كنت اجيبك بأغنية من اتعبته السنين
لا تسمعيها ان اصواتنا .. تخزى بها الريح التي تنقل
باب علينا من دم مقفل
ونحن في ظلمائنا نسأل
من مات ؟ من يبكيه ؟ من يرحل ؟
من يسرق الحلم الذي نسأل؟
حين كانت كلماتي تفرق عن كلمات ذلك البائس
حاولنا المرور عبر ارصفة الليل الذي بدأ يطول بصمته المقيت
كانت امنياتنا هو ان ننظر الى درب من يدفع بنا نحو الشاطئ الأخضر بزورقنا الهادئ عبر بوابة مدينة الحب
اتعلمين ؟
حتى الرصيف شاطر الزمن المكفهرّ على عذابنا غيب امالك تحت التراب وبقي يعتصر منك كل الصور الجميلة في شريط حياتك التي لا تعرفين اين بدأت واين تلاشت
واغنية ليلك سلبتها عربات الليل تلك التي كانت تقلقنا بمرورها على سكك المنايا
لكن سأغنيها اليوم لوحدي
فاسمعيها
وكم ذرفنا ليلة الرحيل من دموع
ثم اعتللنا خوف ان نلام بالمطر..
فلتنامي نومتك الهنية ودعي سنيني تنصهر هناك عند بابك
...
أمسية ادباء المهجر - الكويت 2009
بريد الغربة