يعتقد بعضنا بأنه عندما يعيش بعيداً عن الأحكام والسنن الإلهية، فذلك هو أعلى مسميات الحرية.. والحال أنه يعيش أدنى الحالات الحيوانية.
يتبرم بعضنا من الإستنان بسنن الصفوة من خير البرية، وكأن تلك السنن قد وضعته في سجنٍ، وضيقت عليه الحرية.. والحال أنها سنن قد وضعته في محمية تقيه كل الشرور : الشرور الدنيوية، والأخروية.. ومهدت له حرية حسن لقاء الله ذو النعم السخية.
يلازمنا أحياناً شعور بالنقص، عندما نرى ذلك الذي يملك من متاع الدنيا، ما لا نملكه من سيارة فخمة أو زوجة جميلة.. ولكننا لا نستشعر النقص عندما نرى رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فوصلوا لأسمى المراتب الإيمانية!..
بعضنا يسعى جاهداً، وبكل ما يملك من قوى ظاهرة أو خفية، لإحياء سنة نبوية (مستحبة)، وفي الوقت ذاته يدخل نفسه في محرمات شرعية، ويتجاوز حدود السنة النبوية (الواجبة)؛ فتراه يعمل في إظهار الفرح لليلة زفافه، ويتجاوز الحدود الشرعية، فيما يكون في تلك الليلة من مخالفات شرعية، بإحضار فرق موسيقية، وعرض للمفاتن المحرمة، من جانب من اتخذها زوجة.
يعيش بعضنا أشد حالات الحزن والتبرم، إذا فاتته حلقة من حلقات المسلسل التلفزيوني، الذي يتابع أحداثة في كل ليلة، والذي يقتتطع له وقتاً إلزامياً من وقته ؛ ولكنه لا يشعر حتى بمسحة حزن، إذا فاتته الصلاة الواجبة!..
بعضنا يتخذ من إجازتة (جوازاً) لفعل المعصية، وكأن الله قد أعطاه إجازة حتى في معصيته، ولسان حاله يقول : شباب في رحلة!.. وتباً لها من رحلة!..