في مدينتي

في مدينتي يتناغم الحزن مع الفرح
وتحمل الوجوه الشابه ملامح التعب
في مدينتي (امرآه ) تبلغ من الشيب عشرون
ومن العمر ثلاثون
ومن الحزن خمسون
ولاتبلغ من الفرح الا ما تبقى من المئه

في مدينتي تكثر المعارك والمصيبه الكبرى انها لاتنتهي بفوز او خساره
ولكنها ماتلبذ ان تنتهي الا ببدايه
وابطالها لم يولدو بعد
في مدينتي يكتب اسم اطفالنا على القبور قبل شهادة الميلاد
وتنتهي القصص ونحن نقص البدايه


في مدينتي
هناك عجوز تبيع اللبن في منطقة الاعظميه
تتشابك ملابسها مع ليل بغداد الطويل لترسم لوحة من سواد
وتخرج الكلمات من فمي بفضول شديد
(لمن تبيعين اللبن في شارع يخلو من البشر)
وتتآخر الاجابه
ثم يآتي طفل يركض بخوف وهلع
ليمد يده لتلك العجوز ويناولها كآس صغيره لتضع فيها قليل من اللبن ؟

وبعدها تغادر العجوز المنطقه

اعتقد انها كانت اجابتي
تلك العجوز تنظر الى يآسي بامل وهي تنتظر اليوم الطويل لتعيش لحظة ماضي جميل